الصفحة الرئيسية

الجمعة، 17 سبتمبر 2010

اللغة العربية هاجس الجيل الجديد من عرب اكرانيا


حياة اللغة من حياة ابنائها وهي تقوى او تضعف حين يقوون او يضعفون وتسري هذه القاعدة على جميع الحضارات وعلى جميع اللغات , فاللغة كائن حي يعتريه ما يعتري اي كائن حي من عوارض ويخضع لتقلبات الزمن نتيجة مختلف التطورات والتغيرات التي تطرا عليها . هذه العوارض اكثر من يعرفها ويقدر اهميتها ويلمسها في واقع حاله المغتربون البعيدون عن بلادهم والمنتشرون في اماكن مختلفة .
في السنوات القليلة الماضية ارتفع في اكرانيا تعداد اباء الجالية العربية ,وظهر جيل جديد من ابنائها ومعه ظهرت مخاوف بشان لغة وهوية الجيل الجديد, حيث اصبح الجيل الاول يشعر بالغربة ليس فقط في الشارع و العمل بل حتى في البيت مع الاولاد اذ ان معظم الاولاد تاقلموا مع المجتمع الجديد الذي لا يعرفون له بديلا, واصبحت لغة الاهل وبالتحديد لغة الوالد بما ان معظم العرب متزوجون من اكرانيات, لغة يعرفون بعض كلماتها او ربما لا يفقهون منها سوى القليل . وتتعزز هذه المخاوف في ظل غياب مدارس نظامية رسمية تدرس العربية بشكل متخصص ومنهجي , رغم الجهود المبذولة من قبل بعض المؤسسات و المنظمات العربية والاسلامية التي بدات تاخذ دورها في خدمة الاجيال الجديدة ذات الاصول العربية والاسلامية ,لكنها تبقى جهود متناثرة تقدم مقدارا ضئيلا من العطاء , لا سيما في ظل عولمة لا تبقي للضعيف مكانا . في ظل هذه الظروف يضطر الكثيرون الى تسجيل ابنائهم بمدارس حكومية او خاصة تدرس في اغلبها بااللغة الروسية اوالاكرانية والبعض منها بالانجليزية , وبذلك تهيمن اللغات الاجنبية في تعليمها للجيل الجديد في مراحل طفولته المبكرة .مما يزيد المخاوف ازاء مايهدد الجيل الجديد من فصل وضعف ارتباط بالعادات والتقاليد العربية والقيم والاخلاق الاسلامية لان معظم هذه المدارس تغيب عن مناهجها المواد الدينية .
مع مطلع الالفية الجديدة تحديات كبيرة تواجه المهاجر العربي في اكرانيا وخاصة ابناء الجيل الجديد في الحفاظ على هويته العربية الاسلامية والتي من اساسها الحفاظ على اللغة العربية والتي تواجه في عصرالعولمة تحديا هو الاخر كبير يتمثل في تيار اللغة الانجليزية بحكم سيطرة امريكا على العالم واللغات الاجنبية عموما كما هو الحال هنا في اكرانيا .ونلمس تحقيرا كبيرا للغة العربية وهجرانها من طرف ابنائها الذين تلقو تعليما اوروبيا محضا .
ورغم كل تلك الصعوبات فانه تلوح في الافق امال كبيرة حيث اصبحت اللغة العربية في السنوات القليلة الماضية تحتل هامشا كبيرا من الاهتمام في اوساط المجتمع الاكراني خاصة بين ابناء الجيل الجديد ذي الاصول الثقافية الاسلامية باعتبار اللغة العربية هي لغة القران الكريم . وتبقى هناك حاجة ماسة في صفوف الجالية العربية والاسلامية لتعلم لغتها ومعرفة دينها وبات من الضروري تدعيم و ترشيد اي مبادرة في هذا الاطار ماديا ومعنويا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق