الصفحة الرئيسية

الخميس، 4 أغسطس 2011

فرعون طاجكستان على خطى فرعون تونس



خوفا من التشدد الديني كما تدعي سلطات طاجكستان , صادق الرئيس " امام علي رحمنوف " على قانون يمنع من هم دون ال 18 سنة من دخول المساجد , وينص القانون على توقيع عقوبة قاسية تتمثل في السجن لسنوات طويلة بحق الآباء الذين يشارك اطفالهم بالحضور في حفلات دينية , وهناك قانون آخر يحظر اطلاق الاسماء الاسلامية على المولودين الجدد .



تذكرني كل هذه القوانين والخطوات التي تقدم عليها السلطات الطاجيكية بما فعله الرئيس التونسي المخلوع " زين العابدين بن علي " من منع للحجاب الى منع الحج وغيرها من القوانين والتشريعات التي حاربت الشريعة والدين الاسلامي .
وقد طالب رحمنوف بتطبيق اسلوب التربية الغربي لانه يرى فيه مسايرة للعصر , وقد نسى هذا الفرعون بان القوانين التي يصادق عليها لمحاربة الالتزام الديني لبني قومه لا توجد حتى في نظيرتها الاوروبية والتي يكن الكثير منها العداء للاسلام ولكنها لم تجرأ على سن مثل هذه القوانين .




يبدو ان الرئيس الطاجيكي غبي وغباءه يتمثل في عدم استعابه لما يجري في العالم من احداث , ويبدو انه ايضا لا يستفيد من دروس الاخرين , او ربما قد أعمى الله بصيرته واصبح يرى نفسه فرعونا في بلد أغلبيته شعبه يعيشون حالة من الفقر .

ان الثورات العربية وما صاحبتها من احداث اصبحت دروسا في كل دول العالم , وهذا ينطبق ايضا على دولة طاجكستان الشقيقة التي تشابه حالتها الكثير من حالات الدول العربية وذلك بما تعيشه من فساد وغيات تام للديمقراطية, بالاضافة الى الظروف الاجتماعية المزرية كالفقر والبطالة وغيرها .


وقد كان تقرير فريدوم هاوس الاخير قد صنف الكثير من دول الاتحاد السوفياتي السابق وخاصة دول وسط آسيا بأكثر الدول المعرضة لثورات شعبية مثلما حدث في العديد من الدول العربية وذلك نتيجة الاحتقان الشعبي الذي تعيشه .

ومن العجائب في بلد يفوق عدد مسلميه ال 95 بالمائة ان تعتبير وزارة الخارجية الامريكية في رسالتها للرئيس الطاجيكي ان هذه  القوانين تنتهك حقوق المواطنين وحرياتهم , فأصبحت بذلك امريكا ارحم على الطاجيكيين من رئيسهم ونظامه .

  1. ان الله يمهل ولا يهمل :
الطاجيكيون مسلمون وربما ستزيدهم هذه القرارات والقوانين أكثر تمسكا بدينهم فنسبة التدين خاصة بين فئة الشباب ارتفعت بنسة عالية كما تقول التقارير , ولا يمكن لرحمنوف وزبانيته ان يسمخ العقيدة الاسلامية في قلوب الطاجيكيين التي لم تستطع ان تمسخها عشرات السنين من حكم الالحاد السوفياتي , وسيلقى حتما "رحمنوف" ونظامه نفس المصير الذي لقيه أخوه في الافعال بن علي , وان غدا لقريب .

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

أوراق من دفتر الغربة


تبقى تجربة الهجرة تجربة مميزة على الصعيد الفردي,حيث تجمع بين ثناياها بين الجرأة والمغامرة والتحدي والمعاناة , وتجمع في طياتها كثير من حكايات التيه واللاعودة , وفي ذاكرة كل مهاجر قصة من هذه او تلك عن هذا او ذاك .

في مفكرة غربتي كثيرة هي الصفحات المملوؤة بحكايات لأناس عايشتهم او التقيتهم او قصصهم اصبحت متداولة لدى كثير من المغتربين .
نجد قصص لوجوه نجح اصحابها الى حد ما بالجهد والحرمان ومواصلة الليل بالنهار لشق الطريق نحوهدف عرفوه ورسموه وآمنوا بالوصول اليه .
وقصص لأناس اغتنى اصحابها بالمثابرة والقدرة على اصطياد الفرص , ومنهم فئة نجحو ان كانوا نجحوا فعلا بالنصب والاحتيال والكذب والمتاجرة بكل شيء .
وهناك وجوه اخرى اشرقت بالعلم وارتفعت به , اما السواد الاعظم من هذه الوجوه هي وجوه اولئك الذين قهرتهم الغربة والهجرة ولم تسعفهم للاغتناء وتحقيق ما يريدون وعوض ان تجري في حساباتهم المصرفية مالا كثيرا اجرت دمعا غزيرا على وجوههم الحزينة بعدما نسوا الفرح منذ زمان .
ومنهم من ضاعوا في متاهات هذه البلاد المادية , في شهواتها ولذاتها ومن هؤلاء من افاقته برودة الثلج الصامت ومنهم من يواصل الهروب الى الامام متناسيا حاله .
وفي كل قصة من هذه القصص آلام دفينة لقهر لا يحسن معرفته الا من ذاق مرارة الاغتراب .
وهنا في اكرانيا ما اكثر الذين التقيتهم من اولئك الذين ندموا على خطوة المجيء الى هذه البلاد ومع ذلك لم يتجرؤوا على العودة الى الديار لأن الزمن لا يعود للوراء ولأن المساحة التي تركوها شغلها سواهم ولان الفاقة والفشل والضياع كما يقول احدهم في بلاد الغربة اهون منه في بلده وبين اهله وشعار يردده دائما على مسمعي _'الجوع ولا الرجوع' .
وما اقساها قصص اولئك الطلبة الذين درسوا سنوات بكل كد وجهد اما في بلدانهم او هنا في هذه البلاد ومن ثم يجدون انفسهم في طريق مسدود مجبرين على تجاهل ما لديهم من شهادات وخبرات والقبول باعمال شاقة بالكاد تسد فواتير المعيشة الباهضة التكاليف في هذه البلاد .
الكثير الكثير من الاسئلة التي تحملها صفحات مذكرتي في هذه البلاد تمتزج فيها الحيرة بالقلق ويعشش فيها حزن دفين , ولكن دائما يبقى الامل وتهفو الروح الى حلم اجده قريبا ويرنو البصر نحو افق نهايته قريبة ...
وفي معظم الاحوال والظروف يؤمن الكثيرون بان الهدف الذي وضعوه والحلم الذي يصبون اليه يستحق الخطى على دروب الاشواك وعورة الطرقات .
وكل املنا عند نهاية كل حلم ان لا تكون الخسارة خسارتين ,خسارة البلاد لابنائها وخسارة الابناء لبلادهم في ليالي الغربة الباردة .

الأحد، 17 أكتوبر 2010

مصطفى نعيم - أفغاني في سماء الصحافة الأكرانية

من مواليد 28 يونيو عام 1981 بالعاصمة الأفغانية"كابول", هاجر مع والديه الى أكرانيا وعمره أنذاك تسع سنوات, أين استقر ووالديه بالعاصمة "كييف" التي قضى بها كل مراحله الدراسية من المدرسة الى الجامعة .

أنهى مرحلته الجامعية في تخصص مهندس كهربائي .


يتحدث مصطفى عن حياته قبل ولوج عالم الصحافة أنه عمل في السوق وضاربا على الدربوكة في النوادي كما درس في المسرح .

مصطفى نعيم يقول عن نفسه بأنه من قبيلة البوشتون احدى اكبر القبائل في أفغانستان وعن سؤال حول ديانته يقول بأنه مسلم ومن أبوين مسلمين , ويعترف بأنه لا يطبق الكثير من فرائض وواجبات االتي من المفروض ان يطبقها المسلم .
وعن علاقته بالصحفي الشهير شوستر ذي الأصول اليهودية كونه هومسلم , يكشف مصطفى سرابأن زوجته يهودية وله منها ابن, ويظيف اذا بالنسبة لليهود فان ابنه يهودي لأن أمه يهودية, اما علاقته بشوستر فهي علاقة عمل .

دخل مصطفى نعيم عالم الصحافة التليفزيونية سنة 2004 من بابها الواسع, قادما اليها من جريدة "الكوميرسنت" التي ذاع صيته فيها بتحقيقاته المثيرة والمتميزة .
يبقى مصطفى نعيم مثيرا بأسئلته وشراسته حتى أًصبح يلقب ب"الصحفي الشرس والعدواني" وذلك من أول اطلالة له على التلفزيون عبر برنامج شوستر الشهير , وفي عز الثورة البرتقالية .



يدافع مصطفى نعيم عن أسلوبه وعن اسئلته المحرجة للضيوف من السياسيين والبرلمانيين والوزراء بأن الكثير منهم يتهرب من الحقيقة ويكذب على الناس الذين يتوجب علينا أن ننقل لهم الحقيقة كصحفيين , وهذا ما يدفعه كما يقول الا تكرار الأسئلة وتبيان مغالطات هؤلاء , كما يضيف بأنه يحترم الكثير من السياسيين لموضوعية اطروحاتهم .
مصطفى نعيم حاليا يقدم برنامجه الذي ذاع صيته أيضا "الابيض والاسود" على القناة الاكرانية الاولى , ويعتبر أحد الصحفيين المثيرين للجدل , يلقى احترام كبير من زملاء المهنة بدفاعه المستميت عن حرية الصحافة , واحترام الجماهير لمحاولته ايصال الحقيقة وما يجري على الواقع اضافة الى المهنية التي يتميز بها .
الى كل ذلك مصطفى نعيم لا يتنكر لأصوله الافغانية ومسقط رأسه "كابول"الجريحة .



الخميس، 14 أكتوبر 2010

مسلموا القرم و عواصف الخلاف



مع كل فرحة عيد ومناسبة سارة يستقبلها مسلموا أكرانيا وخاصة منهم مسلمي القرم , الا وتنغصها الخلافات المذهبية والفقهية بين أبناء الأمة الواحدة والدين الواحد .
خلافات زادت حدة في العامين الاخيرين وأصبحت تدعوا الى تساؤلات كبيرة حول من يقف وراءها وفي صالح من تعود كل هذه الأمور .

من المعلوم أن أكبر نسبة للمسلمين في أكرانيا تتواجد في شبه جزيرة القرم الواقعة جنوب البلاد, أين التواجد المكثف لتتار القرم الذين اعتنقوا الاسلام في القرن الثالث عشر.
ورغم النسبة القليلة منهم والذين يعتبرون ملتزمين بتعاليم الاسلام والتي يقدرها البعض منهم بعشرة بالمائة بسبب ما خلفته الحقبة السوفياتية التي حاربت الدين بأقصى الطرق .الا ان هذه النسبة القليلة جدا ممن يعتبرون من المحافظين تاهت في معمعة من الخلافات التي صارت تنغص على بعض الشباب من مسلمي القرم حياتهم , حتى وصل الامر بالبعض منهم الى هجر المساجد التي يتواجد بها هذا الصنف من الملتزمين .

المذهب السني هو المذهب السائد بين تتار القرم ولكن بين ابناء المذهب الواحد  وفي أوساطه وصلت الخلافات بين الجماعات الى حد تقسيم المساجد بينها , وأصبحت المساجد تعرف بمسجد جماعة كذا ومسجد جماعة كذا , وما يزيد السوء سوءا أن جماعة تحرم الصلاة في المسجد الفلاني وأخرى تفسق وتبدع الامام الفلاني وغيرها من الكوارث التي اصبحت في اوساط هؤلاء كقرآن يتلى .

مفتي القرم والذي يلقى معارضة شديدة من كثير من الجماعات بسبب ما يتهمونه بتسييس الدين والافتاء على هوا السياسيين , ويعيبون وجود مكتبه ضمن مكاتب"مجلس تتار القرم" الممثل السياسي والمدافع عن حقوق تتار القرم هو الآخر يهاجم هذه الجماعات متهما اياها بقصر النظر والاصطياد في المياه العكرة .



أكثر الجماعات جرأة على معارضة مفتي القرم هي جماعة"حزب التحرير" والمتواجدة بقوة في شبه الجزيرة بسيطرتها على العديد من المساجد وامتلاكها جريدة شهرية تسمى "فازراجدينيا" .


الجماعة السلفية أو الوهابية كما يحلوا لبعض تسميتها, هي الاخرى اصبحت في نمو مستمر تسيطر على العديد من المساجد, خاصة في مدينة سيمفيروبل عاصمة شبه جزيرة القرم ومدينة جانكوي , تتلقى فتاويها من شيوخ وعلماء العربية السعودية وترفض رفضا قاطعا ما يخالفها من الفتاوي , تحرم السياسة وتعتبر اللغة الروسية افضل لتوصيل فكرتها باعتبارها لغة اوسع انتشارا في القرم , وهو ما يعيبه عليها الكثير من التتار المتعلقين بلغتهم وهويتهم .
الحبشية والتابعة اصلا لأحمد تميم الذي يطلق على نفسه مفتي اكرانيا , هي الاخرى تصارع على الزعامة الدينية في القرم باقدمية تواجدها على مستوى التراب الاكراني .
جماعة اخرى متواجدة هي الاخرى بمنابعها التركية , وهي الجماعة الصوفية , والتي تنتشر بين التتار خاصة كبار السن وتتوزع في عديد من المناطق.
قد يكون اتحاد المنظمات الاجتماعية"الرائد" والذي يجمع في طياته الوسطية والاعتدال من قلائل المنظمات التي تحاول عدم حشر أنفها في المعمعة , رغم أنه يتلقى مهاجمة من بعض الجماعات لخلفيات فكرية . 
الخلافات التي تحدث بين مختلف الجماعات تظهر جليا وبشكل بائن في المناسبات والأعياد التي كان آخرها شهر رمضان وعيد الفطر أين انقسم المسلمون على أنفسهم في تحديد عيد الفطر وفي اتباع هذا اوذاك , حيث أقيمت صلاة العيد في يومين, لكل جماعة يومها وبين المسجدين بضع عشرات الامتار .
في كل مرة تشتد فيها حمى التصارع على الزعامة الدينية في شبه جزيرة القرم ينتابني قرف فكري مما عفت سماعه في بلداننا العربية , الذي يبدو انه انتقل الى هنا بأيدي عربية التي نقلت تلك الخلافات والسجالات التي تدور رحاها بين ابناء يعرب.
والسؤال الذي ينتابني دوما حول هذه الجماعات : أين هو دورها في أوساط التسعين بالمائة من تتار القرم الذين يعيشون عيشة غربية خالصة , ولا يعرفون من الاسلام الا اسمه ومن القرآن الا رسمه ؟؟
أين دور هذه الجماعات في أوساط السكان المحليين من روس وأكران وأرمن وغيرهم من القوميات المتعددة التي تقطن القرم ؟؟
أم أنها ترى مسؤولياتها أعظم من دعوة غير المسلمين للاسلام .

للأسف الأمر أصبح مفضوح وبائنا للجميع , حتى لغير المسلمين من سكان القرم , وبدأت تستغله أطراف غير مسلمة لخدمة مصالحها وصب زيت الفتن على نار الخلافات بين مسلمي القرم , خاصة من اليهود الصهاينة الذين يحسنون اللعب على هذا الوتر كما هو معروف .
من خلال الواقع الذي تعيشه بلاد القرم لا يبدو هناك في الأفق أي انفراج لهذه الخلافات , على الأقل في الفترة القليلة القادمة , خاصة ان هذه الجماعات تواصل باحكام تربية نشء جديد لمعركة ضد جماعة أخرى .
من المؤسف أن تجد شابا اعتنق الاسلام منذ شهور يتطاول على علماء المسلمين , وشابا آخر يتيه في كومة هذه الخلافات ويتساءل سؤال الحائر الذي اتاه الطريق , اين هو الاسلام الذي اعتنقته والذي جاء به رسولنا محمد صل الله عليه وسلم . 

لا أشك يوما في أن محمد بن عبد الوهاب او الامام الشهيد حسن البنا أوغيرهم من علماء المسلمين الذين كان لهم دور في تأسيس هذه الجماعات , كانت لهم بضع نية في تفريق أو تفسيق المسلمين , ولكن يبدو ان الكثير من تلامذة هؤلاء مالوا عن الطريق وافسدو المنهج ...
الاكيد ان مسلمي القرم اصبحوا متفرقين ومتشرذمين الى فرق وجماعات , الواحدة تهاجم الأخرى بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة, وفي الجانب الآخر تحديات كبيرة في هذه المرحلة أمام تتار القرم لاثبات وجودهم ,خاصة مع اعتلاء الموالين لروسيا سدة الحكم في البلاد وهم يدركون جيدا معنى ذلك .فهل ستقوم هذه الجماعات بنبذ خلفاتها لصالح الأمة ام أنها ستواصل نهجها المعروف ؟؟؟





السبت، 9 أكتوبر 2010

بيل غيتس يقدم درسا للأثرياء العرب



بعد أن قدم درسا للجميع في الارادة والطموح والوصول الى مراتب الغنى , حيث أصبح أغنى  انسان على وجه الكرة الارضية, هاهو مؤسس الشركة العملاقة_ مايكروسوفت_ بيل غيتس_ يضرب المثل للآخرين في الانفاق ويخصص نصف ثروته وأكثر لخدمة الأعمال الخيرية والانسانية .
بيل غيتس يقول كلاما رائعا تمنيت لو تسمعه قلوب وعقول الأثرياء العرب, بعدما بلا شك سمعته آذانهم .
يقول حول هذا الكرم الحاتمي ( ان هذا أفضل بكثير من ترك هذه الثروة الهائلة للورثة , فالانسانية أهم بكثير من مجموعة من الأبناء المدللين.).




صاحب الخمسة والخمسين ربيعا والمقدرة ثروته بأكثر من خمسين مليار دولاروالمتربع على عرش أغنى الرجال في العالم حسب آخر تقرير لمجلة فوربس, كون ثروته وكما يشهد له الجميع بطرق شرعية وبمجهود وعرق جبين وكان ماله الذي اكتسبه ثمرة لابداعاته.
بيل غيتس وفي بلد ذي نظام محاسبة صارم وفي ظل شفافية مطلقة كان يدفع الضرائب لخزائن بلده ولم يخل بأي التزام تجاه وطنه,كما لم يتورع عن الالتزام بمساعدة الفقراء والمعوزين والمحتاجين والضعفاء, ليس في بلده فقط وانما في جميع انحاء العالم وهوما دفعه الى تأسيس شركة خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين في الدول النامية يديرها مع زوجته , وقد ظهرت نتائج هذه المؤسسة بتحقيق انجازات كبيرة, حيث قدمت هذه المؤسسة الدعم المادي لمحاربة مرض الايدزوالأوبئة المتفشية في العالم الثالث كما قدمت المؤسسة المساعدة للطلاب للحصول على مقاعد الدراسة على شكل منح دراسية وغيرها من المبادرات ذات القيمة الكبيرة .


ولم يقف بيل غيتس عند هذا الحد, بل أطلق حملته هذه في التخلي عن نصف ثروته لصالح الانسانية في أوساط الأثرياء في العالم , وهاهو الملياردير الآخر "وارين بافيت "زميل بيل غيتس يخصص نصف ثروته للأعمال الخيرية , لتتوالى بعدهما القائمة حتى التحق بهم أربعين مليارديرا أمريكيا تجاوبامع حملة بيل غيتس ووارين بافيت.


بعد هذا التذكير المبسط لمبادرة غيتس وبافيت, ننتقل الى الضفة الأخرى من المحيط, أين تجتمع المتناقضات كما لم تجتمع في أي مكان آخر, وفي عالم نسميه مجازا العالم العربي حيث الغنى والثراء في أوج مظاهره والبؤس والحرمان في أبشع صوره.
الأغنياء العرب والذين لا يدرى عددهم وكم يملكون بالضبط في ظل الكتمان المفروض على حساباتهم المصرفية في بنوك سويسرا والولايات المتحدة, أغلبيتهم كونوا ثرواتهم في ظل أنظمة حكم غير شرعية تحكم معظم البلاد العربية وفي ظل فساد مستشري وغياب تام للشفافية وأي محاسبة كانت من أي نوع .


عمليات التهريب والنهب العام وغسيل الاموال كانت درجات تسلقى عليها هؤلاء للوصول الى مراكز الغنى والثراء ...
وماذا بعد الملايين والملايير وفيما استخدمها هؤلاء؟؟, هل نسمع اليوم عن مؤسسة علمية محترمة ؟؟, وهل من مؤسسة خيرية وانسانية تليق بما يمتلكه هؤلاء الاماندر منها ؟؟.
نصف سكان العالم العربي يعيشون تحت خط الفقر وأمراض اجتماعية فتاكة, جهل وأمية وبطالة تزيد عن الستين بالمائة ..وفي ظل هذا يوظف أثرياءنا العرب ملايينهم في تجهيل وتغريب وتخريب عقول الشباب العربي والاجيال الصاعدة بانشاء قنوات الخلاعة والهز والدز.
على عاتق الأثرياء العرب مسؤوليات تجاه شعوب دولهم لأن بهم كونوا هاته المليارات, وحان الوقت ليخرجوا تلك الأموال من بنوك سويسرا وأمريكا ويستخدمونها في مشاريع صالحة في بلدانهم, علها تقضي على الجهل والامية والبطالة, وتحدث نوعا من التوازن في وطن عربي غني تسكنه شعوب فقيرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه بالمناسبة هل من ملياردير عربي يحذو حذو "غيتس وبافيت" ؟؟؟
وهل سيخرج من رحم العرب بيل غيتس وبافيت عربيان ؟؟ بعدما فقدنا حاتم الطائي وكرمه للأبد ...


فتاة تقلق عرش الأسد


آخر ما جاءت به وسائل الاعلام حول اعتقال المدونة طل الملوحي هو اتهام نظام الاسد لهذه الفتاة بالتجسس لصالح دول أجنبية والاضرار بالأمن القومي.
 هي حجج تعودنا سماعها من قبل سلطاتنا الموقرة في البلاد العربية, فكل من يعتقلونه أو يسجنونه أوينفونه
 أو يعدمونه الا وكانت حجتهم في ذلك الاضرار بالأمن القومي , ونسى هؤلاء بأن اكبر من يهدد الأمن القومي هم انفسهم .
أليس وجودهم في هرم السلطة كان لنتيجة واحدة وهو مباركة دول اجنبية لهذا ولولا هذا لما قعدو يوما على كرسي الحل والربط.
ألا يعتبر هذا اضرار بالامن القومي ؟؟
أستغرب كثيرا فيما يحدث لنا نحن العرب على أيدي مجموعة من الحكام المرتزقة الذين سلبوا حق الشعوب في العيش كأيها البشر.
أستغرب ونحن مع بداية ألفية جديدة ومرحلة صعبة لاثبات وجودنا في هذا الكون , أن تكمم الافواه لمجرد أنها تقول كلمة الحق.
أستغرب من نظام الاسد الذي ورث حكما دكتاتوريا عن أبيه يعجز عن القيام بأي حركة ضد اسرائيل التي تغتصب الجولان , ولكنه لا يتوانى في اعتقال فتاة لم تتجاوز التاسعة عشر ربيعا في جنح الظلام البهيم , لا لشيء سوى لمقالة , قيل أنها كتبتها على شبكة الانترنيت , فخشى هذا النظام على نفسه من الهوان, وخشي الاسد على كرسيه الموروث .

اعتقال طل الملوحي هو رسالة من نظام الاسد والانظمة العربية عموما الى كل شاب طموح يريد التغيير بان يلتزم الصمت وبان يعتقل افكاره أو يسجنها أو يقتلها وان حدث وخرجت سواءا قولا او فعلا أو كتابة أو حتى ترميزا فسيعتقل أو يسجن أو حتى يقتل .
اما رسالتي التي استنتجتها من خلال اعتقال الاخت طل الملوحي هو أننا نحن الشباب.. نخيفهم .. طموحنا يرهبهم , اكثر مما ترهبهم دبابات اسرائيل او تهديدات الكنغرس .
عشقنا للحرية يزعجهم, ومقالة يكتبها كل واحد منا كرصاصة في صدورهم .
لذلك يعمدون الى كل الاساليب وكل الطرق لاسكات أصواتنا وتكميم افواهنا .
أكيد ان اعتقال الملوحي ليس الأول ولن يكون الأخير , لكن هذا هو الثمن لمن أراد التغيير .
فيا أيها الشباب كونوا او لا تكونوا .

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

ايها المغتربون ...استمتعوا حيث أنتم


هذا العنوان مأخوذ من مقالة كتبها الدكتور فيصل القاسم حول حياة المغترب وما يعيش من أمال وطموحات, وملخصها ان الكثير من المغتربين يعيشون احلاما زائفة يعللون بها عيشتهم ولو كانت ظنكى في بلاد الغربة , حيث يعتقد الجميع أن غربته مؤقتة وهو لابد له من يوم يعود فيه الى مرابع الصبا والشباب للاستمتاع بحياته على أكمل وجه وكأن سنين الغربة كما يقول جملة اعتراضية لا محل لها من الاعراب .
ويوصي في نهاية مقالته المغترب بأن يعيش حياته ويحيى يومه حيث هو وأن لا يؤجل سعادته لامل في أفق بعيد.
وصراحة القول أن هذه الكلمات وعلى بساطتها اثرت في كثيرا وجعلتني أنظر للغربة بوجه جديد غير ذلك الذي رسمه لنا من سبقونا هنا في حياة الاغتراب , سواءا بأقوالهم أو أفعالهم أو حتى قصصهم التي يروونها عن فلان وعلان .
فالكثير يصور لك ديار الغربة كأنها قارب صيد في بحر هائج تتقاذفه الامواج من كل صوب .
ويجزم الكثير منهم على ان الحياة في ديار الغربة بدون ذوق أو بالاحرى ذوق مر , يسرد من خلالها الامثلة والمقارنات بين غربته ووطنه , يحدثك عن رمضان وعيد الفطر وعيد الاضحى ومقهى الحاج علي ومطعم ابو فراس , ويوجه نظرته السلبية الى المجتمع الذي يعيش فيه من غلاء المعيشة وقلة العمل والمشاكل الادارية و...و....وغيرها .
السلبية هي عنوان الكثير من احاديث المغتربين العرب هنا في اكرانيا سلبية فرضت منطقها على الكثيرين الذين يعيشون بيننا ومعنا لشهور وسنوات عيشة البؤساء بعيدا عن اوطانهم , عيشة حرموا فيها انفسهم من الاستمتاع بحياة الاغتراب وانشغلوا بالتفكير في مستقبل ربما لا ياتي , وهكذا تضيع السنون والاعوام تجاه مستقبل منتظر دون ان يحسوا بالسعادة التي تحيط بهم وليست أمامهم كما يظنون وكأنهم سيعيشون أكثر من عمر وأكثر من حياة .
لو عدنا الى منابعنا العقائدية والثقافية لوجدناها كلها تحث على ان يعيش الواحد منا يومه على أكمل وجه ويؤدي حقه كاملا دون انتظار لمستقبل أوغد لا يدرى هل يعيشه المرء ام لا .
ان حياتنا تنقضي بسرعة مذهلة جدا ونحن في بلاد الغربة في سباق مع الزمن فلماذا يأجل الواحد منا سعادته لغذ مجهول لا يعلمه الا الله .
وبما أنه لا يمكننا أن نوقف الزمن والأحداث فربما حان الوقت لنتجاهل السعادة التي نرتقبها ونعيش السعادة الحقيقية التي تحيط بنا في هذا اليوم الذي نحياه .