الصفحة الرئيسية

الاثنين، 4 أكتوبر 2010

ايها المغتربون ...استمتعوا حيث أنتم


هذا العنوان مأخوذ من مقالة كتبها الدكتور فيصل القاسم حول حياة المغترب وما يعيش من أمال وطموحات, وملخصها ان الكثير من المغتربين يعيشون احلاما زائفة يعللون بها عيشتهم ولو كانت ظنكى في بلاد الغربة , حيث يعتقد الجميع أن غربته مؤقتة وهو لابد له من يوم يعود فيه الى مرابع الصبا والشباب للاستمتاع بحياته على أكمل وجه وكأن سنين الغربة كما يقول جملة اعتراضية لا محل لها من الاعراب .
ويوصي في نهاية مقالته المغترب بأن يعيش حياته ويحيى يومه حيث هو وأن لا يؤجل سعادته لامل في أفق بعيد.
وصراحة القول أن هذه الكلمات وعلى بساطتها اثرت في كثيرا وجعلتني أنظر للغربة بوجه جديد غير ذلك الذي رسمه لنا من سبقونا هنا في حياة الاغتراب , سواءا بأقوالهم أو أفعالهم أو حتى قصصهم التي يروونها عن فلان وعلان .
فالكثير يصور لك ديار الغربة كأنها قارب صيد في بحر هائج تتقاذفه الامواج من كل صوب .
ويجزم الكثير منهم على ان الحياة في ديار الغربة بدون ذوق أو بالاحرى ذوق مر , يسرد من خلالها الامثلة والمقارنات بين غربته ووطنه , يحدثك عن رمضان وعيد الفطر وعيد الاضحى ومقهى الحاج علي ومطعم ابو فراس , ويوجه نظرته السلبية الى المجتمع الذي يعيش فيه من غلاء المعيشة وقلة العمل والمشاكل الادارية و...و....وغيرها .
السلبية هي عنوان الكثير من احاديث المغتربين العرب هنا في اكرانيا سلبية فرضت منطقها على الكثيرين الذين يعيشون بيننا ومعنا لشهور وسنوات عيشة البؤساء بعيدا عن اوطانهم , عيشة حرموا فيها انفسهم من الاستمتاع بحياة الاغتراب وانشغلوا بالتفكير في مستقبل ربما لا ياتي , وهكذا تضيع السنون والاعوام تجاه مستقبل منتظر دون ان يحسوا بالسعادة التي تحيط بهم وليست أمامهم كما يظنون وكأنهم سيعيشون أكثر من عمر وأكثر من حياة .
لو عدنا الى منابعنا العقائدية والثقافية لوجدناها كلها تحث على ان يعيش الواحد منا يومه على أكمل وجه ويؤدي حقه كاملا دون انتظار لمستقبل أوغد لا يدرى هل يعيشه المرء ام لا .
ان حياتنا تنقضي بسرعة مذهلة جدا ونحن في بلاد الغربة في سباق مع الزمن فلماذا يأجل الواحد منا سعادته لغذ مجهول لا يعلمه الا الله .
وبما أنه لا يمكننا أن نوقف الزمن والأحداث فربما حان الوقت لنتجاهل السعادة التي نرتقبها ونعيش السعادة الحقيقية التي تحيط بنا في هذا اليوم الذي نحياه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق